الفحص اليومي للمعين السمعي

يعتبر المعين السمعي من أهم الأدوات التي يحتاجها الطفل المصاب بحاسة السمع، فاكتساب اللغة والكلام عن طريق القناة السمعية والتي هي القناة الطبيعية في اكتساب اللغة والكلام، والتواصل الشفهي مع الآخرين يعتمد إلى حد كبير على استخدام معين سمعي صحيح ومناسب لمشكلة السمع، ووجود أعطال في المعين السمعي من الممكن أن يسبب أذى لبقايا السمع عند الطفل أو يحول بينه وبين سماع الأصوات بشكل صحيح وبالتالي اعتماده على حاسة البصر في تعلم نطق الأصوات وفي التواصل بشكل عام وإهمال

بقايا السمع.

المعين السمعي مثله مثل أي جهاز آخر معرض للأعطال المختلفة، فقد يتوقف عن تكبير الأصوات وقد تكون البطارية ضعيفة ولا تقوم بتزويد هذا المعين بالطاقة اللازمة أو يخرج أصوات ضجيج وخشخشة عوضا عن تكبير الأصوات الكلامية، والكثير من الأطفال لا يشعرون الأهل بوجود خلل ما في المعين السمعي إما لعدم معرفتهم أو لوجود ضعف في الحصيلة اللغوية أو لأسباب أخرى. لذلك من المهم فحص المعين السمعي بشكل يومي من أجل التأكد من سلامته وبأنه بحالة جيدة ويضخم أو يكبر الأصوات بشكل جيد ومناسب.

وهناك أمور بسيطة يمكن القيام بها في المنزل من أجل التأكد من عمل المعين السمعي، من هذه الإجراءات هي فحص البطارية وجهاز السمع. من الأساليب غير الصحيحة التي يقوم بها البعض للتأكد من عمل المعين السمعي هي وضع السماعة باليد وسماع صوت الصفير الخارج وفي الحقيقة أن صوت الصفير لا يشير بالضرورة إلى أن المعين السمعي يعمل بشكل جيد أو أن الطفل يسمع بواسطته الأصوات بشكل مناسب أو أن بطارية الجهاز مازالت صالحة فالمعين السمعي يصدر صوت صفير حتى وإن كانت البطارية ضعيفة.

وأنسب طريقة للتأكد من عمل المعين السمعي هي إجراء ما يعرف بالفحص البصري والاستماع للصوت الخارج من المعين السمعي، والخطوات هي:

أولا: فحص البطارية

يوجد في الأسواق عدد من الأجهزة البسيطة ورخيصة الثمن إلى حد كبير (لا يزيد ثمن الجهاز عن 30 إلى 50 درهما) والتي يمكن بواسطتها فحص البطارية وتسمى هذه الأجهزة (Batteries tester). وتتضمن تعليمات حول كيفية فحص البطارية وتوضح متى يجب استبدالها بأخرى جديدة. وفحص البطارية مهم في كل مرة يتم بها إبدال بطارية المعين السمعي بأخرى جديدة. فقد تكون البطارية جديدة ولكن بها عيوب في التصنيع وبالتالي عدم تزويد المعين السمعي بالطاقة الكافية لتشغيله.

وعلينا الاستعلام عند شراء المعين السمعي عن الفترة التي تستهلك بها البطارية، حيث أن هناك معينات سمعية تستهلك البطارية في مدة سبعة أيام من الاستعمال المتواصل وعند معينات أخرى تطول الفترة إلى اثني عشر يوما من أجل إبدال البطارية بواحدة جديدة.

نموذج من الأجهزة التي تستخدم في فحص بطارية المعين السمعي

ثانيا الفحص البصري للمعين السمعي Visual Check

بهذا الفحص يتم الانتباه إلى الأمور التالية:

- التأكد من عدم وجود رطوبة أو تجمع للقطرات ماء صغيرة Moisture أو وجود شقوق في الانبوب البلاستيكي الواصل بين قالب الأذن وبين جهاز السمع.

- التأكد من عدم وجود تجمع لشمع الأذن Wax أو كتل من الشمع الصلب في الانبوب أو في فتحة قالب الأذن، حيث أن تجمع الشمع يحول دون وصول الصوت إلى أذن الطفل.

- التأكد من مرونة الأنبوب، وفي حالة ملاحظة وجود تصلب في هذا الأنبوب علينا إبداله بأنبوب جديد.

- من المعروف حدوث تغير في لون الأنبوب بعد فترة وجيزة من استعماله حيث يتحول إلى اللون الأصفر قليلا، وفي حالة تحوله إلى لون شديد الاصفرار أو إلى اللون البني فهذا يشير إلى ضرورة استبداله بواحد جديد. ومن المفيد عند شراء المعين السمعي التزود بعدد من الأنابيب البلاستكية بنفس حجم وطول الانبوب الأصلي وسؤال أخصائي السمعيات عن طريقة إبدال الانبوب عند تلفه.

فحص المعين السمعي عن طريق الاستماع للأصوات الخارجة منه Listening Check:

عند شراء المعين السمعي من المفيد شراء ما يعرف بالمسماع Stethoscope والتدرب على استعماله، وهو أداة تشبه إلى حد كبير السماعة التي يستعملها الطبيب وتعتبر من الأدوات البسيطة التي يمكن بها سماع الأصوات الخارجة من المعين السمعي، حيث يمكن ربط المعين السمعي من فتحة قالب الأذن ( أي تلك الجهة التي توضع في الأذن ) والجهة الأخرى توضع على أذن الفاحص من أجل التمكن من سماع الأصوات الخارجة من المعين السمعي، والفحص هنا يتم بالطريقة التالية:

- أثناء وضع «المسماع» يقوم الفاحص بنطق ستة الأصوات التالية: آـ و ـ ي ـ س ـ ش ـ م، وهي أصوات تمثل جميع الترددات التي تسمع عندها الأصوات اللغوية أو الكلامية ( تسمى كذلك أصوات الطيف الكلامي Speech Spectrum)، وأثناء نطق هذه الأصوات يتم تحريك أو هز المعين السمعي بلطف وملاحظة ما إذا كان هناك أصوات ضجيج أو خشخشة تصدر عن جهاز السمع أو تتداخل مع الأصوات التي ينطقها الفاحص.

- تحريك الانبوب البلاستيكي وقالب الأذن بلطف أثناء نطق هذه الأصوات وملاحظة وجود أصوات خشخشة أو أصوات تشويش Static متداخلة مع الأصوات التي ينطقها الفاحص.

- تحريك مفتاح التحكم بالصوت وملاحظة وجود أصوت طقطقة أو أصوات تشويش تصاحب الأصوات التي ينطقها الفاحص. من البديهي القول بان سماع أصوات الضجيج أو التشويش تصدر عن المعين السمعي يشير إلى ضرورة عرض المعين السمعي على التقني المختص بإصلاح المعينات السمعية والذي بدوره سوف يقوم بمعاينة المعين بطرق أخرى واكتشاف الأعطال وإصلاحه.