منتدى الحافي
دروس في فن القصة القصيرة 0462
منتدى الحافي
دروس في فن القصة القصيرة 0462
منتدى الحافي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.




 
الرئيسيةمجلة المنتدىأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 دروس في فن القصة القصيرة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
البرنس
عضو فعال
عضو فعال
البرنس


المملكة العربية السعوية
رقم العضوية : 4
رسالة sms دروس في فن القصة القصيرة 3
نقاط : 156
ذكر
عدد المساهمات : 54
تاريخ التسجيل : 04/01/2010

بطاقة الشخصية
الورقة الشخصية:
الورقة الشخصيةدروس في فن القصة القصيرة Empty
دروس في فن القصة القصيرة Empty

دروس في فن القصة القصيرة Empty
مُساهمةموضوع: دروس في فن القصة القصيرة   دروس في فن القصة القصيرة Icon_minitimeالإثنين يناير 04, 2010 7:41 pm


هل فكرت يوما في كسر قلمك الجميل ؟

هل تريد احتراف فن كتابة القصة القصيرة ؟

هل أنت مستعد لسبر أغوارها و كشف أسرارها ؟

هل تملك الموهبة ؟ ألديك الدليل ؟

كيف نقدم للقارئ قصة تثيره و لا تنتهي حيث تنتهي الحروف ؟

هل هناك أدب إسلامي ممتع بعيد عن الوعظ و الخطاب ؟

ما هي القصة القصيرة ؟ و ما هي بداياتها ؟

كيف تتميز عن غيرها من الأجناس الأدبية ؟

هيكل القصة ..خصائصها ، أو العناصر و الشروط ؟

ما حاجتنا لهذه القواعد و من أين أتت ؟

علامات الترقيم ، ما علاقتها بالقصة القصيرة ، و ما هي ؟

هل أنت مجبر على الالتزام بالقواعد المنصوص عليها في كتب الدراسات الأدبية ؟

هل تمكن أحد من قولبة هذا الفن الجميل ؟

هل ما تزال مصرا على الاحتراف ؟

هل وجدتموني أجيد فن الدعاية أيضا ؟

هيا بنا نمضي معا ، نحو فن قصصي ، ملتزم ، سهل ، ممتنع ، ممتع ، و مفيد

كونوا بالقرب فالعمل ممتع في صحبة القلم

هل شعرت باليأس يوما من إمكانية كتابتك للقصة القصيرة ؟

فن القصة القصيرة


هذا الفن الذي تستطيع استخدامه ليحدث أكبر الأثر في من تتوجه له ، لا بد

من استخدامه كأداة من أدوات التربية لجيل متوازن كما سبق و استخدم سابقا

لهدم الأجيال ، و أبدع في الهدم أيما إبداع .

لذا يراودني شعور ما بأننا على

ثغر في مواجهة تيارات كثيرة .

فلنشحذ أقلامنا و نجمّل أدواتنا و لنبدع في تقديم الملتزم الممتع من هذا الفن .

سنبدأ دروسنا منذ اليوم على بركة الله

و لا أخفي عليكم أنني هنا أتعلم معكم ، فكم ينقصنا من العلوم ، و منها ما لا يثبت إلا بالتلقين ، فهي فرصة لي هنا

ستكون الدروس كما يأتي :

1 – هل أنا موهوب ؟ الموهبة هل تكفي وحدها ، ما يلزم الموهوب ليكون محترفا مبدعا ، متى و أين طقوس الكتابة ،

أيهما أفضل النص القصير أم الطويل ؟

2 – الموضوع ..لمن أكتب ، من أين أستمد مواضيعي ، ما هو هدفي ، هل من الضروري أن يكون لي هدف ؟

3- الأنواع الأدبية و علاقتها بالقصة القصيرة

تعريف القصة القصيرة

بعض أعلام القصة القصيرة ، تشيكوف ، موبسان ، إدجار ألان بور , جوجول ، ذكريا تامر ، العقاد و غيرهم

4 – الهيكل أو البناء

5 – العناصر

6 - الأسلوب

7 - نصائح عامة
===========================================
الدرس الأول

بسم الله الرحمن الرحيم

هل أنت كاتب موهوب ؟ و هل تمتلك موهبة الكتابة حقا ؟

هل تخشى أن تجيب بنعم أو لا

لنغير صيغة السؤال

هل تشعر بالحاجة لان تخط حروفك على الورق ؟..هل تشعر بالراحة بعد أن تسكب فكرتك ؟

هل هناك علاقة تربطك بالأوراق ؟ هل تملك الكثير مما خطته يداك في غياهب الصناديق؟

هل تشتري الأوراق و الكراسات دون مبرر ؟ هل تركت يوما ما متابعة فيلم أو برنامج مفضل لديك من أجل إتمام قصة أو رواية شدتك إليها ؟

هل تعيش مشكلات البشرية في صدرك؟ هل تدمع عينك حينما ترى لقاء بين أم و ابنها بعد طول غياب؟

هل بكيت مرة لحال المسلمين أو المعذبين ؟ هل يجذبك شكل فنجان القهوة أو لونه و تستمتع بالشرب من فنجان دون الأخر ؟

هل استطعت يوما التوفيق بين متخاصمين ؟ أو تغيير وجهة نظر أحدهما على الأقل لو جاءك يشكو ؟

هل أنت مؤثر حقا في محيطك ؟

الموهبة : هي ذلك

العطاء الإلهي الذي لا يمكن لأحد أن يقدمه لك ، و للوراثة أثر كبير في

الموهبة ، و من ثم يأتي عامل البيئة ، و العوامل الشخصية ،كالشجاعة و

الصبر .

تُعرف الموهبة من خلال تصالح من يمتلكها و يمارسها مع نفسه و استمتاعه بما يقوم به

و من ثم فالموهبة وحدها لا تكفي ، فالصبر على العمل و المواظبة على التعلم

و الكتابة و المحاولة و التعلم و القدرة على التغيير و التبديل و التوكل

على الله كفيلة بإيجاد كاتب محترف مبدع .

و أما عما يلزمنا بعد أن تأكدنا من وجود الموهبة لدينا فهو :

1 – الثقافة و حب الاطلاع

فلا بد للكاتب من تنويع قراءاته و زيادة حجم ثقافته .

فلا يخفى علينا أن معرفة الكاتب بالبيئات المختلفة و العادات و التقاليد و

غيرها من العلوم الانسانية سيضيف إلى قصصه تفاصيل رائعات تجعل المتلقي

ينسجم و يستمتع و يستفيد بشكل أكبر .

2 –احترام المتلقي و الإلمام بعلم النفس

و عندها يستطيع أن يقدم لنا شخصيات متوازنة و قصصا منطقية و حوادث اقرب

إلى الواقع بدلا من ( الأفلام الهندية ) التي تطل علينا من خلال القصص و

الحوادث المفاجئة التي يلوي القارئ لها فمه لأن شعورا ما بغباء أو استخفاف

الكاتب به سيراوده حينما يقدم الكاتب بطلا يتجاوز درجة الذكاء التي

نتوقعها أو أن يكون خارقا ينسلخ عن بيئته و مستواه الاجتماعي أو المادي أو

قدرته البدنية

3 - الثراء والتمكن اللغوي

و هذا يعتمد على كمية القراءات التي يملئ بها الكاتب جعبته

فكلما زادت قراءاته ، سيجد استقامة واضحة في لسانه، و سيستطيع أن يطربنا

بنصوص تحمل عبارات بسيطة أنيقة تعبر و تفصح عما يريده بسهولة ، و لن يفقد

القارئ حينها متعة المتابعة لعدم وجود أخطاء نحوية ، أو إملائية ن أو

كلمات يضطر للبحث عنها في معاجم الأولين .

و أفضل ما يقرأ الكاتب المبتدئ

القرآن الكريم , الحديث الشريف ، الشعر العربي ، و قصص و روايات العمالقة

, ومن ثم و بعد أن يتمكن يستطيع أن يوسع قراءاته لتشمل الأدب الحديث ، و

أدب كبار كتاب الغرب , و الشرق .

4 – الشجاعة و الثقة بالنفس :

فلا يكسر القلم بعد أول نقد يتلقاه بل يتقبل النقد بروح رياضية و يجعلها فرصة لتطوير أدواته و تعليم نفسه هذا الفن الرفيع

5 - دفتر لكتابة ما يخطر على باله

و يدون فيه ما يأتيه من فكر في لحظة إلهام قد لا تتكرر ( و هذا مما أؤكد عليه ، فكم ضاعت منا فكرة لم نقيدها بالتدوين )

هل من طقوس للكتابة ؟

ليس هذا الأمر مما يحدده حرف أو كتاب فهو أمر يتبع الكاتب و القاص

و إنه لمن الأفضل ألا يكون هناك قيد من زمان أو مكان أو جو معين ، ليتمكن الكاتب من تسجيل ما يريد لحظة ورود الفكرة .

أيهما أفضل النص القصير أم الطويل ؟

ليس هناك من يلزم الكاتب بشيء من هذا

لأنه وحده القادر على صنع نصه و ينصح الكتاب بأن يترك الكاتب لقلمه حرية الاختيار و لا يحدده بكم معين من الحروف أو الصفحات.

و بهذا تجد من الكتاب العمالقة من يكتب النصوص الطوال و منهم من يكتبها قصيرة و هم جميعا من أكابر كتاب القصة

و هذا من أجمل ما تتصف به القصة القصيرة
==============================================
الدرس الثاني

الموضوع في القصة القصية

لماذا أكتب ؟ و لمن أكتب ؟ و من أين أستمد المداد ؟

بداية وقفة : قرأت العديد من الكتب و حملت لكم الأفكار منها

و هي

- النقد الأدبي ...سيد قطب

- نظرات في القصة القصيرة ...حسين القباني

- كتاب الأدب العربي

- مقال هل أنت كاتب قصة أم حكّاء سمج ... لعبد الجواد الخفاجي

و قد قررت في النهاية أن أكتب بأسلوبي

رغبة في التبسيط و التقريب ، فلا يخفى علينا قوة الأسلوب و جزالته و التعقيد في شرح الفكرة أحيانا

لذا سأحاول التبسيط ما أمكن

من أين يستمد الكاتب موضوعاته ؟

" يختار القاص موضوعه من :

أ- تجاربه . متناولا النفس البشرية وسلوكها وأهوائها ،

ب- تجارب الآخرين : متناولا المجتمع بالنقد والتحليل .

ج‌- ثقافته : متناولا موضوعات فكرية وفلسفية .

د - من التاريخ : متناولا نضال الشعوب والأحداث الوطنية والسياسية .

هـ - من الوثائق . "

من كتاب نظرات في القصة القصيرة

و على هذا فإن كل لقطة يراها الكاتب أو كل جملة يسمعها أو كل حديث يمر به من الممكن أن يوحي له بقصة

حتى من نشرات الأخبار و جلسات النساء ، من طريقة جلوس أحدهم ،و من لمعة

حذاء الأخر ، من تنوره صبية و من سلسلة نظارات ،من نسمة عطر، أو دمعة ألم

, من وردة تنبت في الشارع ,من قطة أو طائر

تستطيع أن تستقي قصصا موحية من كل شيء حولك ، على أن تكمل حياكتها من خيوط ينسجها خيالك الخصب ككاتب

و لكن حذار أن يقود الخيال المركبة .

يقول الأستاذ حسين القباني :

"والفرق بين كاتب قصة ممتاز ، وآخر متوسط – هو القدرة على النخيل القائم على

أسس منطقية ومبررات معقولة.

فأنت إذا أطلقت للخيال عنانه فقد يكبح بك إلى ألوان من المستحيلات أو من النوادر التي تثير

سخرية القارئ أكثر مما تثير إعجابه"

فكم نجد قصصا هي صور من الأفلام الأكشن ، أو الهندي ، أو البطل أو البطلة هو السوبرمان الخارق .

ليس هذا هو المقصود بالخيال ؛

بل الخيال الجميل الذي يطرح لك صور المكان ، و يحدد لك الزمان ، و يصوّر لك الشخصيات بكامل حلتها ، و أوصافها الجسدية و النفسية .

فعلينا أن نقود الخيال لينتج لنا قصصا من الممكن أن تقع و أن يقنعنا و يرضينا بما كتب

فليس من المعقول مثلا أن تعيش فتاة تبحث عن والدها الذي خرج و لم يعد منذ

طفولتها فترهقنا ركضا خلفها ، لتجد رجلا يقطع الشارع أمامها فيخفق له

قلبها و تعانقه و هي تصيح ( بابا ..انته كنت فين يا بابا )

و ليس من المعقول حتما أن يظهر للمرأة العاملة جني المصباح أو البرّاد

ليساعدها في إعداد أكلة (الكبة باللبن ) التي يحبها زوجها السمج ليفاجأ

بها بعد خصام .

بل نريد حوادث منطقية يكتبها قاص ذكي لا يشقينا بخياله العجيب

"كان تشيكوف يحب أن يقال عنه انه كاتب الوجبات

الخفيفة فقد كان قادرا على إعداده قصصه بسرعة لا يتجاوزه فيها احد فعندما

بلغ السادسة والعشرين فقط كان قد كتب 400 قصة قصيرة ثم ظل مستمرا في

الكتابة خمسة عشر عاما أخرى.

ولم يكن تشيكوف يبالي بأعماله، ولم يكن يتفاخر بما يكتب، وقد سأله صديق

مرة كيف يختار موضوعات قصصه فأمسك بمنفضة سجائر وقال له سأكتب قصة عن هذه

المنفضة وفي الصباح التالي كانت القصة جاهزة للنشر فقد كان يستطيع أن يكتب

قصة عن أي شيء وبسرعة وإتقان ومهارة لا يجاريه فيها احد وفى نفس الوقت

كانت القصص تحمل من المعاني ما يحير القراء" السيرة الذاتية لتشيكوف

و هناك طريقة رائقة أوردها الأستاذ حسين القباني في كتابه ( نظرات في القصة القصيرة ) هي طريقة تداعي المعاني

الطريقة حلوة و مجدية و أتمنى أن تجربوها

" وتداعي المعاني طريقة معروفة في مباديء علم النفس .. ولست أعتقد أن هناك كاتباً قصصياً

- أومن يريد أن يكون كذلك - ليس على إلمام بعلم النفس .. وأياً كان الأمر فلأضرب مثلاً

على طريقة تداعي المعاني من كلمة " حجر " لتكون موضوعاً لقصة..

حجرة .. شقة .. نافذة .. بيت .. شارع .. سيدة .. جميلة .. عجوز .. أرملة .. أم .. زوجة

أب .. فرح.. زقاق .. أبناء .. نجاح .. فضل .. حب .. ذكرى .. عذاب .. الخ..

وبطبيعة الحال قد يختلف تداعي المعاني بين إنسان وآخر .. ولكن النتيجة عادة تكون واحدة :

أي الوصول إلى كلمات يمكن ربط معانيها في النهاية لتكون قصة جيدة .

وقد جربت هذا بنفسي في كلمة " حجرة " وخرجت منها بأكثر من قصة ..

إن في الإمكان إعادة ترتيب هذه الكلمات ليكون موضوع القصة أكثر وضوحاً :

حجرة .. شقة .. نافذة .. سيدة .. عجوز .. أرملة .. شارع .. فرح .. ذكرى .. عذاب ..

زوجة أب..

وعلى هذا النحو يكون الموضوع كما يلي :

" سيدة عجوز أرملة تطل من نافذة حجرتها على الشارع المقام فيه فرح ، ثم تعود بذاكرتها

إلى فرحها هي.. حفلة زفافها التي لم تتم بسبب تعذيب زوجة أبيها لها.. "

أتريدون مثلاً ثانياً .. ؟

عبارة عابرة يقولها صديق لك مثلاً :

" إن الكاتب الكبير فلاناً قد حقق جميع أهدافه بحيث لم يعد له هدف واحد في الحياة : إذا

وضعنا هذه العبارة في بوتقة تداعي المعاني أمكن أن تخرج بهذه الكلمات والعبارات :

كاتب كبير .. ثري .. سيارة .. فيلا .. ضاحية .. أب .. زوج .. أبناء .. كبار .. زيارة ..

مرض .. هدف .. حياة..

وبمثل هذا التداعي يمكن كتابة قصة عنوانها " الهدف الأخير "." حسين القباني

الآن و قد عرفنا كيف نبحث عن الموضوعات و نجدها بقي أمر

لماذا أكتب ؟

تكتب لتعبر عن ألام البشر و و تسلط الضوء على ثغرات في هذه الحياة و لتؤثر

في القارئ و ربما تمنحه فرصة ليتغير و يتبدل تكتب لتفيد و تمتعنا بحرفك

بآن معا .

و لكن هناك من يكتب لنفسه ؟

هذا ممكن في الخواطر و المذكرات و لكن الكبار عادة ما يتوجهون لأكبر شريحة من الناس

فكل فنان له ما يدفعه لعرض فنه و البحث عنه مرة أخرى في عيون المتلقين

و على هذا فأي موضوع يصلح لأن يكون قصة ناجحة ؟

في الحقيقة نعم

قول سيد قطب : "و ليس

المهم نوع الحادثة و ضخامتها و لا لون الشخصية و عظمتها فالحياة تجري

بالجميع . إنما المهم :طريقة تناول الموضوع و السير فيه بحيث تؤدي إلى رسم

صورة معينة للحياة و كأنها تجري في طريقها الطبيعي . و طريقة رسم الشخصيات

و تلوينها بحيث تكشف لنا عن أكبر قدر من خصائصها ، و تعيش في أوسع مجال

تظهر فيه طاقتها . ثم التعبير عن ذلك بعبارات و ألفاظ تتناسق مع الجو و

السياق و الشخصيات "
========================================
الدرس الثالث

الأنواع الأدبية – تعريف القصة القصيرة – أعلام القصة القصيرة

للأدب فنون و أنواع و منها القصة القصيرة التي تهمنا هنا

سآتي لكم بتعريفات التقطتها من النت لهذه الأنواع و لعلها تفلح في فك الغطاء المحيط بها فنفهم ماهيتها و نفرق بينها

هذه التعريفات موجودة في الكثير من المنتديات و لكن للأسف أصلها لم يشار إليه و لكنها صحيحة و هي :

الرواية: هي أكبر الأنواع القصصية حجما.

2- الحكاية : وهي وقائع حقيقية أو خيالية لا يلتزم فيها الحاكي قواعد الفن الدقيقة.

3- القصة القصيرة: تمثل حدثا واحدا، في وقت واحد وزمان واحد، يكون أقل من ساعة

( وهي حديثة العهد في الظهور).

4- الأقصوصة: وهي أقصر من القصة القصيرة وتقوم على رسم منظر.

5- القصة: وتتوسط بين الأقصوصة والرواية ويحصر كاتب الأقصوصة اتجاهه في

ناحية ويسلط عليها خياله، ويركز فيها جهده، ويصورها في إيجاز.


و هذه تعريفات الأنواع الأدبية بقلم الأستاذ يحيّ الصوفي موجودة في منتدى القصة العربية

الخبر: وعنه ننقل الأحداث ونؤرخ به ( وبالرغم

يحافظ على خاصيته كخبر كونه لا يعتمد على خصائص الأنواع الأدبية الأخرى من

وصف للمكان والزمان والتعمق في تحليل الشخصيات.)

الحكاية: ومنها الملحمة والأساطير وهي روح الشعب المعبرة عن تطلعاته

وأحلامه وتعكس صورة عن طموحاته وأمانيه ( تعتمد بالإضافة لعناصر القصة على

الخيال وتعدد الشخصيات وعدم محدودية المكان والزمان )

والقصة: ويتفرع عنها القصة القصيرة والقصيرة جدا ( وهي محدد بعناصرها

المعروفة من الزمان والمكان والشخصية والحبكة والحوار والسرد والعقدة

والحل. )

القصة القصيرة والقصيرة جدا: ( الأقصوصة "تتبع في حالاتها الكثيرة الحتوتة

والطرفة والمقامة والمثل وقد تختلط مع المقالة والخاطرة وقد تقترب كثيرا

من الشعر" )

والرواية: ومنها الرواية القصيرة ( تقوم على تعدد الأجزاء والفصول والأحداث والشخوص والأزمنة والأمكنة )

الرواية القصيرة: ( وهي تقترب من القصة القصيرة والحتوتة وتحتوي على الكثير من الخيال )

وأخيرا المسرح: ( وهو ينفرد بتكثيف الحوار بالرغم من انه يحتوي كل العناصر الموجودة في الأنواع الأدبية الأخرى )

هذا طبعا بالإضافة للشعر والذي هو أساس كل الأنواع الأدبية عند العرب وهو

يحتملها كلها باختلاف أزمنتها وأمكنتها وشخوصها وواقعيتها أو غرقها

بالخيال.

الأن و قد قرأنا تعريفات الأنواع الأدبية نأتي للقصة القصيرة

هذا الفن المراوغ الجميل و الذي حيّر النقاد حتى قال

و مما تعرَّف به القصة القصيرة هذه التعريفات :

" 1

نعرف فن القصة القصيرة بأنه جنس أدبي حديث

النشأة يرتكز على صفات وخصائص فنية كوحدة الحدث والشخصية وقصر المدة

الزمنية: يعتمد على تكثيف العبارة واللغة الإيحائية وهو لا يعدو أن يكون

ومضة مشعة من الحياة." ص 21 شريبط أحمد شريبط - تطوّر البنية الفنية في

القصة الجزائرية المعاصرة. منشورات اتحاد كتاب العرب2 -

3 - والقصة عند الكاتب الإنجليزي: هـ. تشارلتون H.B. TCHARLETON إن لم تصور الواقع فإنه لا يمكن أن تعد من الفن. "

4 – يقول شلوفسكي , وهو من أبرز منظري فن

القصة , أنه وقبل كل شيء لم يعثر بعد على تعريف للقصة القصيرة. ولو نظرنا

في أي قاموس لمصطلحات الأدب فإننا نقع على تعريفات كثيرة لفن القصة

ومصطلحاتها , فهناك القصة

story والقصة وحيدة الحدث novella

والقصة داخل

القصة

story within story والقص الخيالي fiction والقص الرمزي allegory

والقص الشعري

ballade والقصة القصيرة short story

والقصة الحكاية

............" ص 32 عبد الله أبو هيف القصة العربية الحديثة والغرب5

- وتعرف كذلك على أنها " حكاية أدبية ، قصيرة نسبياً

ذات خطة بسيطة , وحدث محدد , حول جانب من الحياة لا في وقوعها العادي

والمنطقي , وإنما طبقاً لنظرة مثالية ورمزية , لا تنتمي أحداثاً وبيئات

وشخوصاً , وإنما توجز في لحظة واحدة حدثاً ذا معنى كبير " ص 38 القصة

العربية

6 - يرى أدجار ألان بو أن أساس القصة القصيرة هو تميزها بوحدة الانطباع، وأحادية الحدث والزمن والشخصية

7 - وفي رأي القاص الإنجليزي: سومرست موم أن القصة قطعة من الخيال لها وحدة في التأثير، وتقرأ في جلسة واحدة".

8 - يقول الروائي السوري حنا مينا أن مهنة الكاتب ليست سواراً من ذهب بل هي أقصر طريق إلى التعاسة الكاملة.

9 - عباس محمود العقاد لتعريف القصة القصيرة،

نجده يربطها بالرواية لكنه يرى أنها تخالفها. هذه المخالفة – حسب رأيه-

لاترجع إلى التفاوت في عدد الصفحات أو السطور أو الإسهاب والإيجاز، وإنما

يكون في الموضوع وطريقة التناول

=============================================
الدرس الرابع

الهيكل أو البناء العام للقصة

ان الفرق بين الخبر العادي و القصة القصيرة التي تذكر الخبر ذاته هو الطريقة التي تناولنا بها الاثنين

فالخبر العادي يروى بطريقة النشرات الإخبارية و بطريقة الحكي أما القصة

فلها ما يقيدها بحباله و يحدد لها المسار فيكون هذا هو الفرق بين الفن و

الّلا فن

لنبدأ أولا بما يسمى العناصر أو الهيكل البناء

وهيكل القصة يقوم على ثلاث دعائم أساسية :

-1 العقدة .

-2 الصراع الناشيء عن العقدة.

-3 الحل الناشيء عن الصراع.

هذه الدعائم ليست مجرد تركيبة نظرية ، لأنك إذا حللت آلاف القصص فسوف تجدها كلها ،

أو معظمها قائمة في هيكلها على هذه الدعائم الأساسية ،

( نظرات في القصة القصيرة )

تتألف القصة القصيرة حسب ( مقال للأستاذ خليل الفزيع )من عناصر و شروط - بناء و نسيج

فيصنفها بقوله

( شـروط للقصـة القصيرة هي

المقدمة والعقدة والحل أو لحظة التنوير .

عناصر تقليدية أيضاً هي

الشخصية والحدث والبيئة ـ الزمان والمكان ـ

- وعندما نتحدث عن بناء القصة، فإننا نعني هذه العناصر الرئيسة ـ

الشخصية ـ الحدث ـ البيئة.

لكن عندما نتحدث عن نسيج القصة فإننا نعني: اللغة ـ الوصف ـ الحوار ـ السرد )

و هو تصنيف جميل

- أما الأستاذ (حسين القباني) فيسمي


العقدة و الصراع و الحل هيكل القصة

و من ثم يتطرق لبقية المكونات دون تصنيف ( في كتابه نظرات في القصة القصيرة )

- و الأستاذ( شريبط أحمد شريبط في كتابه (تطوّر البنية الفنية في القصة الجزائرية المعاصرة.))

يسميها

أركان القصة بدلا من البناء و من ثم النسيج القصصي

و الأن لنترك كل هؤلاء الأساتذة مع احترامنا لكتبهم لنتحدث حديث فنجان قهوة بعيدا عن الحديث الأكاديمي المتعب

الأهم و الأساسي في القصة القصيرة هو وجود هذه

الدعامات الثلاثة أو الأركان و نفهم من هذه المسميات أنه لا يقوم بناء

القصة إلا بوجودها معا

و هذه الدعامات هي

الشخصية - الحدث –البيئة

اتفقنا أنه لا يوجد قصة دون هذه الثلاثة فلو نقص أحدها تخلخل البناء و خرجت عن مسمى قصة فهي الاهم

الأمر الهام الاساسي الأخر

أنه كي نفرق الخبر العادي عن الخبر القصصي لا بد من توافر شروط لهذا الخبر و هي ما عبر عنها الأستاذ حسين بالهيكل

و هي العقدة و الصراع و الحل

فتوافر هذه الشروط هو ما يعطي للخبر قصصيته

و من ثم فهناك أمور أو عناصر أخرى يعبر عنها النقاد بالنسيج القصصي

هي ما يعطي للقص جماله و للسرد قوته و أناقته و هي ما يميز كاتبا عن أخر و هي ما نبحث بداخله عنك و عن بصمتك المتميزة

ألا و هي

اللغة – الوصف – الحوار – و السرد

هنا ستظهر الموهبة

و في توافر

الشروط و العناصر أو الأركان و الهيكل ستظهر حرفيتك

أولا -الشخصية:

الشخصية القصصية هي أحد الأفراد الخياليين، أو الواقعيين الذين تدور حولهم

أحداث القصة([39])، ولا يجوز الفصل بينها وبين الحدث، لأن الشخصية هي التي

تقوم بهذه الأحداث([40]).

وقد أكد كثيرون على هذه الصلة، يقول الدكتور رشاد رشدي: ((من الخطأ الفصل

أو التفرقة بين الشخصية، وبين الحدث، لأن الحدث هو الشخصية، وهي تعمل، أو

هو الفاعل وهو يفعل))([41]).

وينتقي القاص-في معظم الأحيان- من الشخصيات التي يوظفها للتعبير عن أفكاره

وآرائه شخصية محورية تتجه نحوها أنظار بقية الشخصيات، كما أنها تقود مجرى

القصة العام.

ويحبذ في الشخصية القصصية أن تكون معبرة عن صورة من صور الحياة البشرية

وأن تبتعد قدر المستطاع عن النماذج الأسطورية التي تقوم بأعمال خارقة، لأن

عنصر الإقناع يضفي على الشخصية القصصية هيبة، ودوراً متقدماً. وفي هذا

الشأن يقول الطاهر وطار: ((أبطالي الرئيسيون أختارهم من الحياة، من معارفي

أو أصدقائي، أو من حققت في شأنهم في إطار عملي- كمراقب وطني للحزب- ولكن

مهما كانت قيمة البطل الدرامية، فإنني مضطر إلى أن أضفي على الأقل 70 أو

80%، من أبعاد ومعطيات من عندي، وأحياناً أقوم بتركيب عدة شخوص في شخص

واحد.([43])وسنعرض فيما يلي لأنواع الشخصيات، كما سنبيّن طرائق عرضها.

أ- أنواع الشخصيات الفنية:

ففي القصة عدة أنواع من الشخصيات، تختلف أدوارها بحسب ما أراده القاصّ لها، وأهم هذه الشخصيات هي:

1- الشخصية الرئيسية:

هي الشخصية الفنية التي يصطفيها القاصّ لتمثل ما أراد تصويره أو ما أراد

التعبير عنه من أفكار أو أحاسيس. وتتمتع الشخصية الفنية المحكم بناؤها

باستقلالية في الرأي، وحرية في الحركة داخل مجال النص القصصي.

وتكون هذه الشخصية قوية ذات فاعلية كلما منحها القاص حرية، وجعلها تتحرك

وتنمو وفق قدراتها وإرادتها، بينما يختفي هو بعيداً يراقب صراعها،

وانتصارها أو إخفاقها وسط المحيط الاجتماعي أو السياسي الذي رمى بها فيه.

وأبرز وظيفة تقوم بها هذه الشخصية هي تجسيد معنى الحدث القصصي، لذلك فهي صعبة البناء، وطريقها محفوف بالمخاطر.

2- الشخصية المساعدة

على الشخصية المساعدة أن تشارك في نمو الحدث القصصي، وبلورة معناه

والإسهام في تصوير الحدث. ويلاحظ أن وظيفتها أقل قيمة من وظيفة الشخصية

الرئيسية، رغم أنها تقوم بأدوار مصيرية أحياناً في حياة الشخصية الرئيسية.

3- الشخصية المعارضة

وهي شخصية تمثل القوى المعارضة في النص القصصي، وتقف في طريق الشخصية

الرئيسة أو الشخصية المساعدة، وتحاول قدر جهدها عرقلة مساعيها. وتعد أيضاً

شخصية قوية، ذات فعالية في القصة، وفي بنية حدثها، الذي يعظم شأنه كلما

اشتد الصراع فيه بين الشخصية الرئيسية، والقوى المعارضة، وتظهر هنا قدرة

الكاتب الفنية في الوصف وتصوير المشاهد التي تمثل هذا الصراع.

ويمكن التمييز بين فئتين من الشخصيات في الأدب القصصي نوردهما فيما يلي([44]).

أ- الشخصيات البسيطة:

وهي الشخصيات الثابتة التي تبقى على حالها من بداية القصة إلى نهايتها فلا

تتطور، حيث((تولد مكتملة على الورق لا تغير الأحداث طبائعها، أو ملامحها،

ولا تزيد ولا تنقص من مكوناتها الشخصية، وهي تقام عادة حول فكرة، أو صفة

كالجشع وحب المال التي تبلغ حد البخل أو الأنانية المفرطة))([45]).

ب- الشخصية النامية

وهي الشخصية التي تتطور من موقف إلى موقف- بحسب تطور الأحداث، ولا يكتمل

تكوينها حتى تكتمل القصة([46])، بحيث تتكشف ملامحها شيئاً، فشيئاً خلال

الرواية أو السرد، أو الوصف، وتتطور تدريجياً خلال تطور القصة وتأثير

الأحداث فيها أو الظروف الاجتماعية([47]).

2 -طرق عرض الشخصيات

توجد طريقتان أساسيتان لعرض شخصيات القصة هما:

أ- الطريقة التحليلية

وهي طريقة مباشرة، يعنى في رسمها من الخارج، حيث يذكر القاص تصرفاتها،

ويشرح عواطفها وأحاسيسها بأسلوب صريح تتكشف فيه شخصيته وتوجيهه لشخصياته

وأفكارها وفق حاجته والهدف الذي رسمه كما ترد ملامحها الخارجية على لسانه.

ب- الطريقة التمثيلية

وهي طريقة غير مباشرة يمنح القاص فيها للشخصية حرية أكثر للتعبير عن نفسها

وعن كل ما يختلج بداخلها من أفكار وعواطف وميول. مستخدماً ضمير المتكلم،

كما أن شخصيّة القاص تنتحي جانباً لتفسح المجال للشخصية الأدبية لتقوم

بوظيفتها الفنية بعيداً عن أية تأثيرات خارجية.

إلا أنه أحياناً قد يوظف القاص الطريقتين معاً في قصة واحدة لتصوير

الشخصية كلما اقتضت الضرورة الفنية ذلك كما هو الحال في الترجمة الذاتية

حيث يفسح الكاتب المجال للشخصية نفسها.([48])

إن بناء الشخصية ليُعد من الأمور الصعبة، بحيث تستلزم جهداً فنياً كبيراً،

وخبرة عميقة بأساليب الفن القصصي، لعدة أسباب كقصر شكلها، ومحدودية زمنها

وبيئتها([49]).

ولكي تكون الشخصية القصصية عنصراً مقنعاً في القصة، يجب أن تكون متطورة

وذات أبعاد تحددها، كالحوافز والدوافع التي تدفعها للقيام بعمل ما، وتتحدد

الشخصية أيضاً بملامحها وتصرفاتها والتي تزيدها عمقاً ومتانة، كما يجب أن

تكون شديدة الارتباط بالحدث مؤثرة فيه، ومتأثرة به([50]).

وللشخصية الفنية ثلاثة شروط:

1- أن تكون مقنعة معبرة عن نفسها، أي بعيدة عن التناقض.

2- أن تكون حيوية فعالة ومتفاعلة مع الأحداث، متطورة بتطورها من أول القصة إلى آخرها.

3- أن يتوفر فيها عنصر الصراع، ويقصد به الاحتكاك بينها وبين نفسها،

وعواطفها الذاتية أو عقيدتها، أو عقلها، أو بينها وبين شخصيات أخرى، وكلما

كان الصراع قوياً واضحاً بين هذه العناصر كانت القصة أنجح وأعمق

تأثيراً([51]).

كما اقترح بعض الدارسين([52]) ثلاثة أبعاد يجب على القاص أن يلم بها للإحاطة برسم الشخصية وهذه الأبعاد هي:

1- البعد الجسمي:

يهتم القاص في هذا البعد برسم شخصيته، من حيث طولها، وقصرها ونحافتها وبدانتها، ولون بشرتها، والملامح الأخرى المميزة.

2- البعد الاجتماعي:

يهتم بتصوير الشخصية، من حيث مركزها الاجتماعي، وثقافتها، وميولها والوسط الذي تتحرك فيه.

3- البعد النفسي:

يهتم القاص خلال هذا البعد، بتصوير الشخصية من حيث مشاعرها وعواطفها وطبائعها، وسلوكها، ومواقفها من القضايا المحيطة بها.

إن عنصر الشخصية القصصية من أهم العناصر في القصة، ولذا وجب على القاص أن يعتني به عناية شديدة.

( شريبط أحمد شريبط )

و يقول حسين القباني

(غير أن رسم الشخصية في القصة القصيرة يستلزم مزيداً من الجهد والبراعة

والخبرة والحذر .

ذلك أن القصيرة لا تحتمل الإسهاب في رسم شخصياتها لأسباب كثيرة ، أهمها

قصر القصة ، والتزام الكاتب بزمان محدد ومكان .

وإذا كان مباحاً لكاتب القصة – غير القصيرة – أن يرسمها بإسهاب ، وبعبارات

تقريرية – أي من الخارج – فإن هذا يعتبر في القصة القصيرة عيباً من جهة ،

وتقليداً من جهة أخرى .إن كاتب القصة القصيرة – العصرية – ملزم من الناحية الفنية برسم شخصيات

قصصه من " الداخل " : أي من خلال تفكيرها وسلوكها وتجاربها للظروف المحيطة

بها ، ومن طريقتها في الحديث ، بل وفي الحركة الجسمانية أيضاً ، كالسير أو

التلويح باليدين ، أو الابتسام والضحك .

وهذا اللون من رسم الشخصية يأتي في لمسات خفيفة سريعة في أثناء السرد

والحوار والصياغة الفنية بوجه عام ، ومن مجموع هذه اللمسات يتبين للقاريء

الأبعاد الثلاثة المتعارف عليها فنياً للشخصية .

إن كلمة " الأبعاد " اصطلاح متفق عليه بين النقاد منقول عن كلمة أجنبية ويقصد

به الجوانب الثلاثة التي تتكون منها الشخصية بصفة عامة .

وهذه الأبعاد أو الجوانب الثلاثة هي :
-
1 الجانب الخارجي – أو البراني – ويشمل المظهر العام والسلوك الظاهري

للشخصية .

-2 الجانب الداخلي – أو الجواني – ويشمل الأحوال النفسية والفكرية والسلوك

الناتج عنها .

-3 الجانب الاجتماعي – ويشمل المركز الذي تشغله الشخصية في المجتمع ،

وظروفها الاجتماعية بوجه عام .)

و هنا ملاحظات هام أوردها الأستاذ حسين قباني للكتاب حول الشخصية

(يجدر بالكاتب المبتديء أن يضع الملاحظات التالية في ذهنه عند

رسمه لشخصيات قصصه :
-
1 ينبغي أن تكون أبعاد الشخصية واضحة في ذهنه .

-2 ينبغي أن يدرس الشخصية التي يريد رسمها دراسة كاملة شاملة .

-3 ينبغي أن تكون الشخصية منطقية في تصرفاتها وسلوكها مع أبعادها الثلاثة .

-4 إذا أراد الكاتب أن ينحرف بالقصة إلى هدف معين يجعل الشخصية تتخذ موقفاً

متناقضاً مع أبعادها فعليه أن يقدم المبررات المنطقية التي تقنع القاريء

بوجهة نظره .

-5 على الكاتب أن يجعل شخصياته نابضة بالحياة في ذهن القاريء أي لا تكون

مثل قطع الشطرنج يحركها على حسب مزاجه وتفكيره هو .

-6 عليه أن يذكر دائماً أن النفس البشرية تجمع في أعماقها بين عوامل الخير

والشر بنسب متفاوتة : أي ليس هناك إنسان خير إطلاقاً أو شرير دائماً ..

-7 ليحذر الكاتب من أن يجعل شخصيته هو تبدو بشكل واضح ممجوج من خلال

شخصيات قصصه ..

-8 عليه أن يضع نفسه في موضع الشخصية التي يريد أن يرسمها ، ويحاول أن

يفكر ، ويتصرف بالطريقة التي تناسب الموقف الذي وضع فيه شخصيته

القصصية .

-9 تصوير الشخصية يحتاج إلى دراسة واسعة لعلم النفس والمنطق والاختلاط

بأنماط مختلفة من الشخصيات في الحياة ..)

هذا عن الشخصية

الركن الثاني و هو الحدث وهو من أساسيات القصة كما سبق و قلنا

ثانيا - الحدث وطرق بنائه:

يعد الحدث أهم عنصر في القصة القصيرة، ففيه تنمو المواقف، وتتحرك

الشخصيات، وهو الموضوع الذي تدور القصة حوله.([1]) يعتني الحدث بتصوير

الشخصية في أثناء عملها، ولا تتحقق وحدته إلا إذا أوفى ببيان كيفية وقوعه

والمكان والزمان، والسبب الذي قام من أجله. كما يتطلب من الكاتب اهتماماً

كبيراً بالفاعل والفعل لأن الحدث هو خلاصة هذين العنصرين.([2])

لقد اتضحت ملامح الحدث القصصي على يد الكاتب الفرنسي"موبسان" بتأثير من

الاتجاه الواقعي الجديد، والذي يرى أن الحياة تتشكل من لحظات منفصلة،

ومن هنا كانت القصة عنده تصوّر حدثاً واحداً وفي زمن واحد لا يفصّل فيما قبله، أو فيما بعده، ومنذ دعوة"موبسان" سار جل الكتاب على نهجه وعدوا ركن الحدث

عنصراً مميزاً للقصة، وحافظوا عليه كأساس فني لا ينبغي تجاوزه. ومن أشهر كتاب القصة الذين تتضح في كتاباتهم هذه الخاصية: أنطوان تشيكوف، وكاتريل ما

نسفيلد ولويجي براندللو.([3])

وأهم العناصر التي يجب توفيرها في الحدث القصصي هو

عنصر التشويق، وفائدة

هذا العنصر تكمن في إثارة اهتمام المتلقي وشده من بداية العمل القصصي إلى

نهايته وبه تسري في القصة روح نابضة بالحياة والعاطفة.([4])

ويعد كذلك زمن الحدث أهم هذه العناصر، وهو ينطوي على مجموعة من الأزمنة،

وهي((زمن الحبكة وزمن القصة وزمن العمل القصصي نفسه ثم زمن قراءته))([5])،

كما أن للحدث مجموعة من

الخصائص من شأنها أن تزيده قوة وتماسكاً كالتعبير عن نفوس الشخصيات، وحسن التوقيع والانتظام في حبكة شديدة الترابط وأن يكتسب صفة السببية

والتلاحق.([6])

وحتى يبلغ الحدث درجة الاكتمال، فإنه يجب أن يتوفر على معنى.([7]) وإلا ظل ناقصاً. كما أنه توجد طرق فنية لبناء الحدث القصصي وطرائق لصوغه نعرض

لأهمها بإيجاز فيما يلي:

أ- طرق بناء الحدث:يستعمل كتاب القصة القصيرة ثلاث طرق لبناء أحداث قصصهم، خصوصاً كتاب القصة التقليدية وتتضح كل طريقة من خلال الحديث التالي:

1- الطريقة التقليدية:

وهي أقدم طريقة، وتمتاز باتباعها التطور السببي المنطقي، حيث يتدرج القاص بحدثه من المقدمة إلى العقدة فالنهاية.

2- الطريقة الحديثة:

يشرع القاص فيها بعرض حدث قصته من لحظة التأزم، أو كما يسميها

بعضهم"العقدة"، ثم يعود إلى الماضي أو إلى الخلف ليروي بداية حدث قصته.

مستعيناً في ذلك ببعض الفنيات والأساليب كتيار اللاشعور والمناجاة

والذكريات.([8])

3- طريقة الارتجاع الفني (الخطف خلفاً)

يبدأ الكاتب فيها بعرض الحدث في نهايته ثم يرجع إلى الماضي ليسرد القصة

كاملة، وقد استعملت هذه الطريقة قبل أن تنتقل إلى الأدب القصصي في مجالات

تعبيرية أخرى كالسينما. وهي اليوم موجودة في الرواية"البوليسية" أكثر من

غيرها من الأجناس الأدبية.([9])

ب- طرق صوغ الحدث:

هناك طرق عديدة يستخدمها كتاب القصة لعرض الأحداث نكتفي بالحديث عن أهمها وهي:

1- طريقة الترجمة الذاتية:

يلجأ القاص فيه إلى سرد الأحداث بلسان شخصية، من شخصيات قصته، مستخدماً

ضمير المتكلم، ويقدم الشخصيات من خلال وجهة نظره الخاصة، فيحللها تحليلاً

نفسياً، متقمصاً شخصية البطل. ولهذه الطريقة عدة عيوب، من بينها أن

الأحداث ترد على لسان القاص الذي يتحكم أيضاً في مسار نمو الشخصيات، ومنها

أنها تجعل القراء يعتقدون أن الأحداث المروية، قد وقعت للقاص، وأنها تمثل

تجارب حياته حقاً، خصوصاً إذا وفق في إقناع القراء بذلك عن طريق وسائله

الفنية.

2- طريقة السَّرد المباشر:

تبدو هذه الطريقة أرحب وأنجع من الطريقة السابقة، وفيها يقدم الكاتب

الأحداث في صيغة ضمير الغائب، وتتيح هذه الطريقة الحرية للكاتب، لكي يحلل

شخصياته، وأفعالها تحليلاً دقيقاً وعميقاً، ثم إنها لا توهم القارئ بأن

أحداثها عبارة عن تجارب ذاتية وحياتية، وإنما هي من صميم الإنشاء الفني.

3- الطريقة الثالثة:

يعتمد القاص في هذه الطريقة على الوثائق والرسائل والمذكرات في أثناء معالجته الموضوع الذي يدير قصته حوله.([10])

- عناصر الحدث:

يوجد للحدث القصصي عنصران أساسيان، هما المعنى والحبكة وسنعرض لهما بإيجاز:

أ- المعنى:

]لمعنى في القصة القصيرة، أهمية كبرى. فهو عنصر أساسي، بل يعده بعض

الدارسين أساس القصة، وجزءاً لا ينفصل عن الحدث، ولذلك فإن الفعل والفاعل،

أو الحوادث والشخصيات يجب أن تعمل على خدمة المعنى من أول القصة إلى

آخرها، فإن لم تفعل ذلك، كان المعنى دخيلاً على الحدث، وكانت القصة

بالتالي مختلفة البناء.([11]) فالقصة الفنية تكتمل بالمعنى الجيد الذي

يخدم الإنسان ويطوره. وما كل معنى يلقى الترحيب عند المتلقين أو النقاد.

وبلا ريب فإن المعنى الجيد يشارك في انتشار النص القصصي، ومن ثمة فإن دوره

يكون أعمق أثراً وأكثر عملاً على تغيير الظواهر المدانة من طرف النص

الأدبي.

ب- الحبكة:

نعني بالحبكة تسلسل حوادث القصة الذي يؤدي إلى نتيجة، ويتم ذلك إما عن

طريق الصراع الوجداني بين الشخصيات، وإمّا بتأثير الأحداث الخارجية.([12])

ومن وظائف الحبكة إثارة الدهشة في نفس القارئ في حين أن الحكاية لا تعدو

أن تكون إثارة لحب الاستطلاع لديه، وبين حب الاستطلاع وإثارة الغرابة أو

الدهشة فرق كبير، من حيث التأثير الفني.

والحبكة هي المجرى العام الذي تجري فيه القصة وتتسلسل بأحداثها على هيئة متنامية، متسارعة، ويتم هذا بتضافر كل عناصر القصة جميعاً.

فالأحداث يجب أن تكون مرتبطة بمبدأ السببية بالرغم

من أن بعض القاصين يعتمدون على عناصر أخرى في رسم الأحداث المفاجئة،

كاستلهام تدخلات عامل الصدفة، وهذه وسائل يمجها الذوق الفني الرفيع، ويلجأ

إليها القاصون السطحيون ذوو الضعف الفني.([13])

والحبكة نوعان:

) شريبط أحمد شريبط )

1- يعتمد فيها تسلسل الأحداث.

2- يعتمد فيها على الشخصيات. وما ينشأ عنها من أفعال، وما يدور في صدورها

من عواطف، ولا يجيء الحدث هنا لذاته، بل لتفسير الشخصيات التي تسيطر على

الأحداث، حسب رغبتها، وطاقتها.([14])

ثالثا - البيئة

لقد اتضح من حديثنا السابق عن الحدث أن هذا الحدث له بداية ووسط ونهاية،

لكن هذا الحدث لا يتحقق في الفراغ، إذ لابد له من بيئة مناسبة تساعده على

النمو، وهذه

البيئة تتكون من الزمان والمكان في آن واحد، مع ملاحظة أن حجم القصة القصيرة يستوجب بالضرورة الـمحافظة على وحدة الزمان والمكان، حتى وإن تمـدد

الزمـان أو المكان فإن ذلك يتحقق عن طريق ( المنولوج الداخلي )

دون أن تتمرد القصة القصيرة على زمانها أو مكانها، فهذا التمرد يودي بها

إلى نوع من الترهل غير المستساغ، بل والمرفوض حسب ما يعنيه تعريف القصة

القصيرة.

وعاء وبيئة

والبيئة هي التي تحتضن الشخصيات والحدث، وتعطي المعنى للقصـة، فلا الشخصية

بمفردها ولا الحدث بمفرده يمكن أن يعطي المعنى للقصة، فكلاهما بحاجة إلى

ذلك الوعاء الذي يحتضنها وهذا الوعاء هو البيئة ـ زمانا ومكانا ـ وهنا

تتحقق الوحدة العضوية عندما تكتمل هذه العناصر التي لا يمكن تجزئتها لأنها

كونت وحدة مستقلة لها كيان ذاتي يؤدي إلى معنى دون سواه.

نقطة ارتكاز

فالبيئة بهذا المعنى هي نقطة الارتكاز التي تتمحور حولها كـل العناصر

لتعطي القارئ المعنى، وتصل به إلى (لحظة التنوير) عندما يتضح له الهدف

الذي استطاع الوصول إليه، وعند المقارنة بين الرواية والقصة القصيرة نكتشف

أهمية البيئة (وذلك لأن الرواية تعتمد في تحقيق المعنى على التجميع، أما

القصة القصيرة فتعتمد على التركيز، والرواية تصور النهر من المنبع إلى

المصب، أما القصة القصيرة فتصور دوامة واحدة على سطح النهر، والرواية تعرض

للشخص من نشأته إلى زواجه إلى مماته، وهي تروي وتفسر حوادث حياته من حب

ومرض وصراع وفشل ونجاح، أما القصة القصيرة فتكتفي بقطـاع من هذه الحياة،

بلمحة منها، بموقف معين أو لحظة معينة، تعني شيئاً معيناً، ولذلك فهي تسلط

عليها الضوء، بحيث تنتهي بها نهاية تنير لنا هذه اللحظة) (7) وهذا لن

يتحقق إلا في بيئة تتوفر فيها كل الظروف الملائمة والمناخ المناسب لتحقيق

هذه الغاية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
دروس في فن القصة القصيرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» لماذا خلقت حواء من آدم وهو نائم؟؟ اليكم القصة كاملة ..
» دروس كل مايتعلق بنظام فيستا
» احترف الكتابة عـلى التصاميم 5 دروس في وآحد

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الحافي :: المنتديات الأدبية :: منتدى القصص-
انتقل الى:  

 

y>©phpBB | منتدى مجاني | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | آخر المواضيع